تاريخ وأصل العدس

المتواضععدسالعدس، وهو نوع من البقوليات، كان مصدر غذاء للإنسان لآلاف السنين. ورغم أن سعره قد يكون زهيدًا نسبيًا، إلا أن العدس مغذي للغاية ومشبع، والأهم من ذلك أنه الأكثر نكهة بين جميع البقوليات.

العدس، المعروف نباتيًا باسمعدسة الطهي esculenta,تنمو في قرون تحتوي على بذرة واحدة أو بذرتين من العدس. وأحيانًا تكون حبات العدس أصغر من طرف ممحاة قلم الرصاص، ويمكن أن تكون على شكل أقراص دائرية أو بيضاوية أو على شكل قلب. تُعرف باسمدالأودالفي الهند، يتم تجفيف العدس بعد الحصاد وقد يتم بيعه كاملاً أو مقسماً إلى نصفين، حيث تكون الأصناف البنية والخضراء هي الأفضل في الاحتفاظ بشكلها بعد الحصاد.طبخعندما يتم تقسيم العدس المجفف إلى نصفين، فإنه يشبه نظيره من البازلاء المجزأة.

تاريخ العدس

يُعتقد أن العدس نشأ في منطقة الشرق الأدنى أو البحر الأبيض المتوسط، وكان مصدرًا للقوت لأسلافنا منذ عصور ما قبل التاريخ. وهو أقدم محصول بقول معروف للإنسان وأحد أقدم المحاصيل المستأنسة.عدسيأتي من اللاتينيةعدسة،وفي الواقع، فإن هذا الفاصولياء يشبه في شكله العدسة البصرية المحدبة المزدوجة التي أخذت اسمها من العدس.
وقد عُثر في الحفريات الأثرية على ضفاف نهر الفرات على قطع أثرية تعود إلى عام 8000 قبل الميلاد، وهناك أدلة على أن المصريين والرومان والعبرانيين كانوا يأكلون هذا النوع من البقول. كما ورد ذكر العدس عدة مرات في الكتاب المقدس؛ ومن الأمثلة على ذلك سفر التكوين وقصة عيسو الذي تنازل عن حق البكورية من أجل طبق من العدس القرمزي ورغيف خبز.

سمعة العدس

وبحسب الموقع الجغرافي، كان العدس يُعتبر إما ضرورة للأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي أو طعامًا شهيًا لأفراد الطبقة العليا. وفي حين كان الكاثوليك الذين لم يتمكنوا من شراء الأسماك خلال موسم الصوم الكبير يستبدلون العدس بالعدس، فقد كان العدس يزين موائد الفلاحين والملوك على حد سواء كمصدر لذيذ وفير للبروتين. وفي اليونان، كان هذا البقول مفضلًا لدى المجتمعات ذات الدخل المنخفض، بينما كان يُطعم في مصر للملوك.

ولكن اليوم، أصبحت العدس غذاءً للجميع، واحتلت مكانة بارزة بين البقوليات الصالحة للأكل، سواء بالنسبة للمزارعين أو الطهاة في المطاعم والمنازل. وفي حين تراجعت البقوليات الأخرى من قوائم الطعام، ارتفعت شعبية العدس. ومن الناحية الزراعية، يعد العدس محصولاً جيداً عندما يكون الجفاف محتملاً وظروف التربة غير مواتية. وفي المطبخ، يُرحب بالعدس لقدرته على الطهي بسرعة، وتقديم نكهة لذيذة، وتوفير الكثير من العناصر الغذائية، مثل البروتين والحديد وفيتامينات أ و ب.

إنتاج العدس

هناك مئات الأنواع من العدس، ويزرع ما يصل إلى 50 نوعًا أو أكثر منها للغذاء.تنوعتتوفر العدس بألوان مختلفة، حيث يعتبر الأحمر والبني والأخضر الأكثر شعبية. تتميز العدس بنكهة ترابية تشبه الجوز، كما أن بعض الأنواع تضفي لمسة من الفلفل على الحنك.

تنمو العدس بشكل أفضل في الطقس البارد. إذا كنت تزرع العدس بنفسك، قم بزراعته في الربيع قبل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الموعد المتوسط ​​للصقيع الأخير. تتم معظم إنتاج العدس في أمريكا الشمالية في شمال غرب المحيط الهادئ، وشرق واشنطن، وشمال أيداهو، وحتى غرب كندا، حيث يُزرع منذ ثلاثينيات القرن العشرين كمحصول تناوبي مع القمح.